مشروع تجريبي يجمع بين النيجر وجمهورية أفريقيا الوسطى كجزء من برنامج Football for Schools من FIFA
وقِعت قبل بضعة أسابيع مذكرات تفاهم تهدف إلى تحسين المعايير الوطنية في التربية البدنية
تُشارك في هذا المشروع أقسام مختلفة تتبع FIFA - قسم تطوير كرة القدم العالمية وقسم كرة القدم النسائية والاتحادات الأعضاء، وغيرهم
تُشارك النيجر وجمهورية أفريقيا الوسطى العديد من أوجه التشابه. فالدولتان إفريقيتان ناطقتان بالفرنسية، وغير مطلتين على البحر، ومصنفتان ضمن أقل البلدان نمواً من قِبل الأمم المتحدة، وتتميزان بأغلبية سكانية شابة ونمو ديموغرافي قوي. ولذلك، يأتي التعليم كرافعة أساسية لتطورهم.
كما أن البلدين يتشاركان في العديد من القواسم المشتركة فيما يخص كرة القدم. لا يزال المنتخبان يُطاردان مشاركتهما الأولى في كأس العالم FIFA، ويُمكنهما الاعتماد على مجموعة مميزة من المواهب - التي تنتظر الاستغلال - فضلاً عن شغف شعب كلا البلدين باللعبة الجملة.
ومع ذلك، فقد نجح برنامج Football for Schools في بناء جسر بين التعليم وكرة القدم. حيث يهدف البرنامج إلى تعليم ملايين الأطفال حول العالم المهارات الأكاديمية وقيم الحياة من خلال كرة القدم. وتشارك النيجر وجمهورية أفريقيا الوسطى في مشروع تجريبي يجمعهما. الهدف النهائي: رفع معايير التربية البدنية على مستوى العالم، بحيث يتم تعليم كرة القدم في أفضل الظروف الممكنة، داخل كل نظام مدرسي وطني.
وعقب اجتماعات نُظِمت في الرباط مع الوفود المختلفة، تم التوقيع رسميًا على مذكرات تفاهم بين FIFA وحكومتي النيجر وأفريقيا الوسطى، واتحادي كرة القدم في البلدين (اتحاد النيجر لكرة القدم واتحاد جمهورية إفريقيا الوسطى لكرة القدم على التوالي). وجاءت هذه اللقاءات على هامش افتتاح مكتب FIFA في أفريقيا بالعاصمة المغربية يوم 31 يوليو/تموز 2025.
وقال جيلسون فرنانديز، المدير الإقليمي لقسم اتحادات FIFA الأعضاء في أفريقيا: "يُعد التعليم من أولويات FIFA. التزام الحكومتين، من خلال وزارتي التعليم والرياضة، بدمج كرة القدم في المناهج الدراسية يُشكل خطوة مهمة بالنسبة لنا في إطار هذه المشاريع التجريبية."
وأضاف: "هذا تعبير عن رغبتنا في دعم تطوير كرة القدم على مستوى القاعدة الشعبية. ونعلم أن المدارس كانت تاريخياً دائماً أرضاً خصبة للمواهب. من خلال هذا المشروع، لا نريد تدريب اللاعبين فحسب، بل نود أيضاً المساهمة في تنمية النساء والرجال في المستقبل."
يتعلق الأمر بتقديم كرة القدم للأطفال في المدارس. هذا الرياضة مفيدة للنمو النفسي والعقلي والجسدي للأطفال. الهدف هو مساعدتهم في دراستهم الأكاديمية.
وأقيمت الورشة الأولى تحت إشراف أنطونيو بويناو سانشيز، رئيس برنامج Football for Schools، في نيامي بالنيجر، في الفترة من 4 إلى 7 أغسطس/آب. وشارك في الورشة حوالي مائة معلم ومعلمة للتربية البدنية، من بينهم 34 معلمة، في جلسات نظرية وتطبيقية. جاءوا جميعاً من مناطق مختلفة في البلاد. انتهى هذا الحدث التعليمي الذي استمر أربعة أيام ببطولة Football For Schools الاحتفالية، جمعت ما يقرب من 200 شاب. وقد كانت ناجحة من البداية.
كما تواجد أيضاً ستيفن مارتنز، مدير قسم تطوير كرة القدم العالمية في هذه المناسبة: "رغم أن هذا المشروع ’تجريبي‘، إلا أن تأثيره سيكون قوياً بالتأكيد في هذه البلدان، حيث يتم تنفيذ كل شيء في المدارس، بمساعدة السلطات وبدعم مدربي Football for Schools، لضمان الاستمرارية الحقيقية في التدريب."
وأوضح "المدارس هي مخزونات حقيقية للمواهب، ولكنك تحتاج إلى الأدوات المناسبة والمدربين أصحاب الخبرة لمساعدتها على الازدهار. هذا المشروع يقدّم الإطار لذلك تحديداً."
وقد كان من المقرّر عقد اجتماع مماثل لخمسة وثمانين معلماً من أفريقيا الوسطى في بداية شهر سبتمبر/أيلول. واختتمت هذه الدورة التدريبية التي استمرت أربعة أيام تحت عنوان "ورشة عمل حول تطوير كرة القدم في المدارس" يوم 5 سبتمبر/أيلول بمباريات ودية وأمسيات ممتعة شارك فيها أطفال المدارس، الذين كانوا سعداء بالتعلم والتعبير عن أنفسهم بالكرة بين أقدامهم.
وفي الثالث من سبتمبر/أيلول، التقى رئيس وزراء جمهورية أفريقيا الوسطى، فيليكس مولوا، ورئيس اتحاد كرة القدم في أفريقيا الوسطى، سيليستين يانندجي، وجيلسون فرنانديز في بانغي من أجل تحديد تفاصيل هذا المشروع الطموح والواعد.
وقال سيليستين يانيندجي: "هناك مقدار كبير من العمل وراء هذه المبادرة، وتدفعه الرغبة في جعل كرة القدم أداة حقيقية لتنمية أطفالنا. لدى لكثير منهم القدرة على أن يصبحوا رياضيين عظماء."
وربما في يوم من الأيام، قد يتمكنون من المشاركة في كأس العالم FIFA.