تُخلّد سيشل صورًا من الشواطئ الخلابة والمياه الزرقاء الصافية وأسلوب الحياة الهادئ. ولكن لمدة 11 يومًا، ستكون هذه الدولة الأفريقية محط أنظار عالم كرة القدم مع انطلاق كأس العالم للكرة الشاطئية سيشل 2025 FIFA™. تُدخل سيشل التاريخ كأصغر دولة على الإطلاق تستضيف بطولة FIFA، وبدعم من الهيئة الحاكمة لكرة القدم العالمية، يستعد سكانها للانطلاق على الرمال والهواء الطلق.

انطلقت البطولة يوم الخميس بشكل مذهل في صالة بارادايس أرينا المكتظة في فيكتوريا. سجّل ريمي دي كيتيليري هدف الافتتاح الرائع لأصحاب الأرض ضد بيلاروسيا، مُثيرًا ضجة احتفالية صاخبة ربما لم تُسمع من قبل في العاصمة. قال جيلسون فرنانديز، مدير الاتحادات الأعضاء في أفريقيا بـFIFA : "إنها لحظة رائعة نعيشها هنا في سيشل مع أول كأس عالم لكرة القدم الشاطئية في القارة الأفريقية، بقيادة رئيسنا (جياني إنفانتينو)".

وأضاف جيلسون "هناك حماس كبير، وملعب رائع، والصورة تتحدث عن نفسها: الفرحة، ومستوى كرة القدم الشاطئية في ازدياد مستمر. أمس، مع عزف الفريق المضيف والنشيد الوطني، كانت هناك مشاعر جياشة. هذا هو جوهر كرة القدم." "بالتأكيد، هذه هي رؤية رئيسنا، لضمان أن تُثير جميع مسابقاتنا حماسًا في الدول وتوحد شعوبها. لقد رأيت دولًا تلعب بحب كبير للعبة، وهذا أمر مثير للإعجاب." فاز المنتخب الأوروبي المخضرم - بيلاروسيا، الذي جاء رابعًا في عام 2023 - على منافسه سيشل بنتيجة 6-3 ، لكن أصحاب الأرض أظهروا بوضوح قدرتهم التنافسية قبل المباراتين القادمتين ضد غواتيمالا واليابان.

مع ما يزيد قليلاً عن 120,000 نسمة، تُعد سيشل أصغر دولة في أفريقيا. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه القيود، أثبت أداء الدولة المضيفة في اليوم الافتتاحي ما يمكن تحقيقه من خلال تعظيم الموارد والإعداد الجيد. بدعم من برنامج FIFA Forward، أطلق اتحاد سيشل لكرة القدم (SFF) خطة استعداد قبل هذه اللحظة الفارقة في تطوير كرة القدم في البلاد. تركز المبادرة على تحسين أداء الفريق، وتعزيز القدرة التنافسية الدولية، وإحداث تأثير دائم على كرة القدم الشاطئية في المنطقة. وبعيدًا عن البطولة، يهدف المشروع إلى تعزيز التدريب المحلي، وتوسيع مشاركة القاعدة الشعبية، ورفع مكانة المنتخب الوطني على المستوى الدولي. وقد تم هيكلته لضمان النجاح على المدى القصير وتطوير كرة القدم على المدى الطويل في سيشل. قال دينيس روز، الرئيس التنفيذي لاتحاد سيشل لكرة القدم: "قد لا تتمكن سيشل أبدًا من استضافة كأس العالم لكرة القدم الرئيسية، لكنها قادرة على استضافة الكرة الشاطئية وكرة الصالات وما شابهها. إن استضافة كأس العالم للكرة الشاطئية ذات أهمية بالغة، ليس فقط لسيشل، بل أيضًا للمنطقة الأفريقية. ستمهد الطريق لدول أفريقية أخرى أكبر وأكثر ثراءً للقيام بذلك والتعلم من سيشل".

شُيّد ملعب "بارادايس أرينا"، الذي يتسع لـ3500 متفرج، في الأصل لنسخة 2024 من البطولة في الإمارات العربية المتحدة، وتم تفكيكه وإعادة تركيبه في فيكتوريا كجزء من استراتيجية FIFA للاستدامة. وسيبقى هذا المرفق، الذي استُخدم كملعب تدريب قبل انطلاق البطولة، في فيكتوريا للاستخدام المجتمعي، وسيكون إرثًا دائمًا. وشملت مساهمة برنامج FIFA Forward صيانة الملعب وتأمينه بمبلغ (67,000 دولار أمريكي). كما تم تجديد مرافق اتحاد كرة القدم في سيشل بمبلغ (215,000 دولار أمريكي)، مما سمح للجنة المنظمة المحلية بإنشاء مقر رئيسي، مع مرافق تشمل مساحات للاجتماعات، وتوزيع الزي الرسمي، ومرافق لكبار الشخصيات. ويُستخدم الملعب الذي تم تجديده بدعم من برنامج FIFA Forward 2.0 بمبلغ ( - 676,147.51 دولار أمريكي) وذو العشب الصناعي المُحسّن والمُجدد في مقر اتحاد كرة القدم السيشل كمنطقة للمشجعين طوال فترة البطولة. وصرح روز قائلاً: "إن استضافة كأس العالم لكرة القدم الشاطئية 2025 في فيكتوريا إنجاز تاريخي ليس فقط لسيشل، بل لأفريقيا بأكملها. ومن المتوقع أن تُفتتح البطولة حقبة جديدة من تطوير كرة القدم السيشلية على المستوى الدولي. (استضافة البطولة) تؤكد التزام FIFA بتطوير كرة القدم في جميع القارات وفي جميع اتحاداتها الأعضاء."